ليبيا: الأكثر عرضة للتهديدات السيبرانية في أفريقيا

في عام 2023، أصدر موقع Business Insider تقريراً تقنياً وجد أن ليبيا واحدة من أكثر الدول عرضة للتهديدات السيبرانية في أفريقيا، حيث احتلت المرتبة 90 عالمياً. في الآونة الأخيرة، تأثر قطاع النفط والغاز في ليبيا بشكل كبير بالهجمات الإلكترونية. ومن أبرز هذه الحوادث شركة مليتة للنفط والغاز، وهي مشروع مشترك تمتلك فيه شركة إيني الإيطالية العملاقة للطاقة حصصًا كبيرة.

في 30 أبريل 2024، قامت المجموعة الإجرامية الإلكترونية المعروفة باسم ”RansomHub“ بتدبير هجوم معقد، حيث استخرجت ما يقرب عن تيرابايت واحدة من البيانات الحساسة. تضمنت البيانات المسروقة سجلات مالية وتقارير جيولوجية وبيانات هندسية ومراسلات داخلية. وطالبت الشركة بفدية قدرها 50 مليون دولار لمنع نشر هذه المعلومات.

تُعزى هذه الثغرات الموجودة في ليبيا إلى عدة عوامل رئيسية تجعل من البلاد هدفاً رئيسياً لمجرمي الإنترنت. في المقام الأول موقعها الاستراتيجي واحتياطيات النفط الكبيرة التي تجعلها هدفاً جذاباً. فالهجمات على البنية التحتية الحيوية، مثل المنشآت النفطية، يمكن أن يكون لها عواقب بعيدة المدى، سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية. يدرك مجرمو الإنترنت ذلك وغالباً ما يستهدفون ليبيا لتعطيل صناعاتها الحيوية.

ومع ذلك، هناك العديد من الأسباب الأخرى وراء تعرض ليبيا للتهديدات السيبرانية:

1. عدم توفر بنية تحتية ملائمة للأمن السيبراني

أحد أهم الأسباب الرئيسية لضعف ليبيا التقني هو عدم ملاءمة بنيتها التحتية عامةً و بنى اللأمن السيبراني خاصةً. إذ تفتقر البلاد إلى الأطر التكنولوجية والموارد اللازمة لمكافحة التهديدات السيبرانية بفعالية. هذا القصور يجعل الأنظمة والبيانات الهامة معرضة للهجمات المحتملة.

2. عدم الاستقرار السياسي

أدى عدم الاستقرار السياسي المستمر في ليبيا إلى إضعاف قدرتها على تنفيذ وإنفاذ تدابير قوية للأمن السيبراني. فقد أدى انقسام الحكومة والنزاع المستمر إلى تحويل الانتباه والموارد بعيداً عن الأمن السيبراني، مما يسهل على مجرمي الإنترنت استغلال نقاط الضعف.

3. عدم وجود تشريعات خاصة بالجريمة السيبرانية

من العوامل الأخرى التي تساهم في ذلك عدم وجود تشريعات شاملة للجريمة السيبرانية. فبدون قوانين وأنظمة صارمة لردع مجرمي الفضاء الإلكتروني، تظل ليبيا هدفاً جذاباً للجهات الخبيثة. فعدم وجود عواقب قانونية يشجع مجرمي الإنترنت على تنفيذ هجمات بأقل قدر من الخوف من العواقب.

4. ضعف الوعي التقني والتثقيف

هناك نقص عام في الوعي والتثقيف حول الأمن السيبراني بين أوساط المسؤولين في ليبيا. فالعديد من الأفراد والمؤسسات ليسوا على دراية كافية بالمخاطر وأفضل الممارسات لحماية أنفسهم على الإنترنت. هذا النقص في المعرفة يجعل من السهل على مجرمي الإنترنت شن هجمات ناجحة.

5. التحديات الاقتصادية

تلعب التحديات الاقتصادية في ليبيا أيضاً دوراً في تعرضها للتهديدات السيبرانية. فالموارد المالية المحدودة تعني أن الحكومة والقطاع الخاص على حد سواء يكافحان من أجل الاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني المتقدمة والتدريب. وتؤدي هذه القيود المالية إلى تفاقم تعرض البلاد للهجمات السيبرانية.

الحلول : الإستثمار في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات بشكل احترافي

إن تعرض ليبيا للتهديدات السيبرانية مشكلة متعددة الأوجه نابعة من عدم توافر بنية تحتية ملائمة لتكنولوجيا المعلومات، وعدم الاستقرار السياسي، ونقص التشريعات، وانخفاض الوعي التكنولوجي، والتحديات الاقتصادية، وجاذبيتها كهدف. تتطلب معالجة نقاط الضعف هذه تضافر جهود الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع الدولي لبناء إطار عمل مرن للأمن السيبراني. ومن خلال الاستثمار في أنظمة تكنولوجيا المعلومات القوية كأساس لتنفيذ بروتوكولات الأمن، يمكن للشركات الليبية أن تحمي نفسها بشكل أفضل من التهديد المتزايد للهجمات الإلكترونية.

Badir IT Services is here to help, just اتصل بنا to get a free audit.

الإنتقال إلى الأعلى